أسوشيتد برس: نيجيريا تواجه تحديات إعادة توطين النازحين وسط مخاوف من نشاط «بوكو حرام»
أسوشيتد برس: نيجيريا تواجه تحديات إعادة توطين النازحين وسط مخاوف من نشاط «بوكو حرام»
كشف تقرير إخباري عن استمرار جهود الحكومة النيجيرية لإعادة توطين النازحين الذين فروا من منازلهم في ولاية بورنو، شمال شرق البلاد، هرباً من جماعة بوكو حرام، من خلال تنظيم العودة إلى قراهم أو مجتمعات جديدة تم بناؤها خصيصاً لهم.
إغلاق المخيمات وانتقال النازحين
وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس في تقرير لها اليوم الأحد أن السلطات النيجيرية أغلقت عشرات مخيمات النازحين بحجة أن العديد من المناطق أصبحت آمنة، لكن برنامج إعادة التوطين يواجه تحديات كبيرة. فبحسب الأمم المتحدة يوجد أكثر من مليوني شخص نزحوا داخلياً، ولا يزال هناك ما يقرب من 900 ألف نازح في ولاية بورنو وحدها. يأتي هذا في وقت تُظهر فيه الأرقام مقتل 35 ألف مدني نتيجة الصراع المستمر منذ عام 2009.
التحديات الأمنية والاقتصادية
وأكدت الوكالة أنه على الرغم من عودة النازحين إلى مناطقهم، لا يزال انعدام الأمن يشكل خطراً كبيراً.
ويواجه المزارعون في ولاية بورنو تهديدات مستمرة من المسلحين، وقد تم اختطاف أو قتل العشرات في العام الماضي. وفي مايو، تم تحرير مئات الرهائن من بوكو حرام، ولكن في سبتمبر، قُتل ما لا يقل عن 100 قروي في هجمات نفذها المسلحون في مناطق مختلفة من الولاية.
مخاوف من إعادة التوطين القسري
يشير محللون وفقا للوكالة الأمريكية إلى أن إعادة التوطين القسري قد تعرض حياة النازحين للخطر مجدداً، حيث لا تزال الحماية الأمنية ضعيفة. كما أن العديد من النازحين يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تقدمها منظمات الإغاثة.
وكانت رئيسة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، قد أكدت خلال زيارتها الأخيرة لبلدة داماساك أن العالم لن يتخلى عن الشعب النيجيري، داعية إلى زيادة التمويل لتأمين الاحتياجات الغذائية للنازحين.
حاجة إلى حلول دائمة
وأفاد التقرير بأن حكومة ولاية بورنو وعدت بتوفير الأساسيات للعائدين للمساعدة في دمجهم، لكن التحديات لا تزال قائمة، حيث ترك العديد من النازحين دون دعم كافٍ للتكامل في مجتمعاتهم الجديدة.
وفي هذا السياق، حذر تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية من أن إعادة التوطين المتسرعة قد تجعل النازحين عرضة لهجمات المسلحين مجدداً، أو تضطرهم لعقد صفقات مع المتطرفين لتمكينهم من الزراعة والصيد.
انعدام الأمن في نيجيريا
وتعاني نيجيريا، البلد الواقع غرب إفريقيا، انعدام الأمن على نطاق واسع، وتعد حوادث الخطف بغية طلب الفدية من قبل جماعات إجرامية أمراً متكرراً في الأجزاء الشمالية الغربية والوسطى من البلاد.
تستهدف عناصر "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" المدنيين بشكل متزايد، ولا سيما الحطابين والمزارعين والرعاة الذين يتهمونهم بالتجسس لصالح الجيش والميليشيات، لكن الرعاة الذين يدفعون الأموال للمتطرفين يسمح لهم باستخدام المراعي الخاضعة لسيطرة المتشددين.
وانشقت جماعة تنظيم "داعش" -ولاية غرب إفريقيا- عن بوكو حرام عام 2016 لتصبح إحدى القوى المهيمنة في المنطقة التي تشهد نزاعات منذ فترة طويلة، كما هيمن تنظيم "داعش" على مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة بوكو حرام بعد مقتل زعيمها أبوبكر شيكوي في مايو من عام 2021.